أخبار العالم

طهران تعلن افشال محاولة تخريب منشأة نووية على يد اسرائيل

طهران تعلن افشال محاولة تخريب منشأة نووية على يد اسرائيل.

أعلنت السلطات الإيرانية إحباط أجهزة أمنية محاولة لتخريب منشأة فوردو النووية المحصّنة في وسط البلاد، بعد توقيف “شبكة” على صلة بإسرائيل كانت لتخطط لذلك، في خضم استمرار التجاذب في المفاوضات بين إيران وقوى كبرى الهادفة الى إحياء اتفاق العام 2015 بشأن برنامج طهران النووي.

وكشف الإعلام الإيراني الرسمي عن هذه الخطوة التي لم يحدد تاريخها الدقيق، مساء الاثنين. وسبق للجمهورية الإسلامية أن اتهمت عدوها اللدود إسرائيل، بالوقوف خلف استهدافات طالت برنامجها النووي بمنشآته وعلمائه. والدولة العبرية هي من أشد المعارضين للاتفاق النووي، وتتهم طهران بالسعي لتطوير سلاح ذري، الأمر الذي تنفيه الأخيرة.

وهي العملية الثانية التي تعلن عنها إيران ضد إسرائيل في غضون أيام، إذ تبنى الحرس الثوري الإيراني الأحد، هجوماً بصواريخ “بالستية” على هدف في أربيل في كردستان العراق، قال إنه “مركز استراتيجي اسرائيلي، في حين نفت سلطات الإقليم الواقع في شمال العراق وجود أي مواقع إسرائيلية على أراضيها.

وأعلنت وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية “إرنا” ليل الإثنين أن الحرس الثوري “أوقف شبكة كانت تعتزم القيام بعملية تخريب في منشأة فوردو النووية”.

وتقع منشأة فوردو المحصنة تحت الأرض في وسط إيران قرب مدينة قم، على مسافة حوالى 180 كيلومترا جنوب طهران، وتعد من أهم مراكز تخصيب اليورانيوم.

وأفاد الاعلام الإيراني أن الشبكة التي تم توقيفها كانت تتواصل مع عناصر مرتبطين بالاستخبارات الإسرائيلية.

وأوضحت “إرنا” أن “عناصر من الاستخبارات الصهيونية كانوا يحاولون التواصل مع أحد العاملين على أجهزة الطرد المركزية (المتطورة) +آي آر 6+”، وقاموا بداية بتجنيد أحد جيرانه”، مشيرة الى أن المشتبه بهم تلقوا مبالغ “نقدا أو من خلال عملات رقمية تجنبا لتعقب مصدرها”.

وأوضحت أن “ضابط استخبارات صهيونيا تقرّب” من الموظف في المنشأة “تحت غطاء شركة من هونغ كونغ”.

ولم تقدم الوكالة تفاصيل بشأن هوية أفراد الشبكة أو عددهم، الا أنها أفادت أنهم أرادوا تنفيذ العملية “قبل عيد النوروز”، أي السنة الجديدة التي تبدأ في إيران اعتبارا من 21 آذار/مارس.

وسبق للجمهورية الإسلامية أن اتهمت اسرائيل بالضلوع في عمليات تخريب منشآتها النووية، وبينها منشأة في كرج غرب طهران لتصنيع أجهزة الطرد المركزي في حزيران/يونيو 2021، ومنشأة نطنز لتخصيب اليورانيوم وسط البلاد في نيسان/أبريل من العام ذاته.

كذلك، تتهم إيران إسرائيل باغتيال علماء آخرهم محسن فخري زاده الذي قتل في تشرين الثاني/نوفمبر 2020 في طهران.

في 2012، أفادت السلطات أن مخربين قطعوا خطوط تيار كهربائي متصلة بمنشأة فوردو التي بقيت لفترة طويلة ضمن مواقع نووية غير مصرّح عنها.

وتوقفت نشاطات التخصيب في فوردو بموجب اتفاق 2015. الا أن إيران أعلنت في كانون الثاني/يناير 2021 أنها استأنفت ذلك وبدأت بإنتاج اليورانيوم المخصّب بنسبة 20 بالمئة، في سياق تراجعها عن التزاماتها الواردة في الاتفاق النووي المبرم العام 2015 ردا على الانسحاب الأميركي منه في العام 2018.

وأفاد الاعلام الرسمي الإيراني الإثنين أن توقيف الشبكة أتى من ضمن تعاون بين “قيادة نووية” في الحرس الثوري الإيراني وجهاز الاستخبارات التابع له.

وهي المرة الأولى التي يكشف فيها عن إنشاء الحرس الثوري قيادة مختصة بأمن البرنامج النووي للجمهورية الإسلامية.

وأوردت إرنا “أعلن في وقت سابق بأن حماية المنشآت النووية قد تمّ تفويضها لحرس الثورة، الا أنها المرة الأولى التي يتم فيها بصورة رسمية تأكيد هذا الأمر والإعلان عن تأسيس قيادة الحرس الثوري النووي”.

وسبق للإعلام الرسمي أن نقل عن رئيس منظمة الدفاع المدني الإيراني العميد غلام رضا جلالي قوله إن “وحدة قيادة دفاعية أمنية” تأسست في منتصف العام 2021 “في أعقاب أعمال تخريب” طالت منشآت نووية.

وأكد جلالي يومها أن هذه القيادة الموحدة ستتيح “معالجة نقاط الضعف السابقة تماما وستصبح مجموعة المنشآت النووية محصنة أمام عمليات التخريب”.

وأتى كشف التوقيف عشية زيارة وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان روسيا.

وتسعى طهران وقوى كبرى الى إحياء الاتفاق الذي أبرم بين الجمهورية الإسلامية وكل من الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وروسيا والصين وألمانيا.

وبدأت المباحثات بين إيران والأطراف التي لا تزال منضوية في الاتفاق، وبمشاركة غير مباشرة من الولايات المتحدة، في نيسان/أبريل 2021 في فيينا.

وفي الآونة الأخيرة، بلغت المباحثات مرحلة “نهائية” وأكد المعنيون بها تبقي نقاط تباين قليلة قبل إنجاز تفاهم. الا أن التفاوض واجه تعقيدات تمثلت خصوصا بطلب روسيا ضمانات أميركية بأن العقوبات الجديدة التي فرضها الغرب على موسكو بسبب غزوها لأوكرانيا، لن تؤثر على تعاونها الاقتصادي والعسكري مع طهران.

المصدر:وكالات

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى