لقاء تطبيعي من الطراز الأول يجمع وزراء عرب بأمريكا واسرائيل فى النقب.
عقد وزير الخارجية الأميركي أنتوني ببلينكن ونظرائه من إسرائيل وأربع دول عربية اجتماعا تاريخيا الإثنين تتركز المحادثات خلاله على المفاوضات لإحياء الاتفاق النووي مع إيران وتبعات الغزو الروسي لأوكرانيا.
ويشارك في الاجتماع المنعقد في النقب، كل من وزراء خارجية الإمارات والبحرين والمغرب ومصر.
والإمارات العربية المتحدة والبحرين هما أول دولتين خليجيتين طبّعتا علاقاتهما مع إسرائيل في أيلول/سبتمبر 2020 في إطار اتفاقات أبراهام، التي توسطت فيها الولايات المتحدة، ثم تبعهما المغرب والسودان.
وسبقتهما مصر في توقيع اتفاقية للسلام مع تل أبيب في العام 1979، والأردن في العام 1994.
ومساء الأحد وقبل ساعات على انطلاق أعمال القمة، قتل شرطيان إسرائيليان في عملية إطلاق نار وقعت في مدينة الخضيرة، فيما أصيب آخرون.
وأعلن تنظيم الدولة الإسلامية الإثنين مسؤوليته عن الهجوم الذي أشادت به كل من حركتي حماس والجهاد الإسلامي وحزب الله اللبناني.
وفي تطور ثان غير متوقع، أكد مكتب رئيس الوزراء نفتالي بينيت إصابته بفيروس كورونا، وذلك بعد ساعات من اجتماعه مع وزير الخارجية الأميركي وعقدهما مؤتمرا صحافيا مشتركا بدون وضع الكمامات.
لكن مكتب بينيت أكد أنه بصحة جيدة ويواصل عمله من المنزل وكما هو مخطط له.
وعلى تلة مقابلة لمنتجع “سديه بوكير” (مكان الاجتماع) في النقب، رفع نشطاء العلمين الإسرائيلي والفلسطيني ولافتات خطوا عليها باللغات الإنكليزية والعبرية والعربية “ألم تنسوا أحد؟”
ووقعت اللافتات الزرقاء والبيضاء باسم نساء يصنعن السلام ونساء الشمس، وهما منظمتان نسويتان تعنيان بالسلام وتسعيان إلى إنهاء النزاع الإسرائيلي الفلسطيني.
وتأتي قمة النقب في وقت خيبت فيه دول الشرق الأوسط عموما آمال الولايات المتحدة والدول الأوروبية بسبب عدم اتخاذها موقفا حاسما إزاء الغزو الروسي لأوكرانيا الذي بدأ في 24 شباط/فبراير.
كذلك، رفض الرئيس محمود عباس إدانة الغزو الروسي، وذهب خلال لقائه مع بلينكن مساء الأحد إلى انتقاد الغرب واتهمه بـ “ازدواجية المعايير بشكل صارخ رغم جرائم الاحتلال الإسرائيلي التي وصلت حد التطهير العرقي والتمييز العنصري”.
وسيطر ملف إحياء الاتفاق النووي الإيراني للعام 2015 على اجتماعات بلينكن وكل من وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لبيد والرئيس الإسرائيلي إسحق هرتسوغ وبينيت.
وأضاف بلينكن خلال المؤتمر الصحافي الذي عقده مع لبيد أن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن تعتقد أن “العودة إلى تنفيذ الاتفاق بالكامل هي أفضل طريقة لإعادة تقييد برنامج إيران النووي”، ليعود إلى ما كان عليه قبل انسحاب واشنطن منه في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب عام 2018.
وكان مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي قال السبت إن الاتفاق النووي مع إيران ربما سيوقع خلال أيام.
وقال بلينكن “عندما يتعلق الأمر بما هو أهم فنحن على توافق تام، كلانا ملتزم ومصمم على ضمان عدم امتلاك إيران أبدا سلاحا نوويا”.
من جانبه، أشار لبيد إلى “خلاف حول البرنامج النووي ونتائجه” مع واشنطن “غير أنّ بيننا حوارا منفتحا وصادقا”.
وتابع “ستعمل إسرائيل والولايات المتحدة معا لمنع إيران من امتلاك أسلحة نووية، لكن إسرائيل ستفعل ما تراه ضروريا لوقف البرنامج النووي الإيراني”.
وعقب اجتماعه مع بلينكن، أعرب بينيت عن قلقه من أن تلبي الولايات المتحدة أحد شروط إيران لإبرام الاتفاق والمتمثل في إزالة اسم الحرس الثوري الإيراني من قائمة المنظمات الإرهابية الأجنبية.
ومن الدوحة، أكد المبعوث الأميركي الخاص لإيران روبرت مالي في مؤتمر أن “الحرس الثوري الإيراني سيظل خاضعًا للعقوبات بموجب القانون الأميركي”.
وفي رام الله، ناقش بلينكن خطة الحفاظ على الهدوء هذا العام خلال شهر رمضان الذي يبدأ الأسبوع المقبل وعيد الفصح اليهودي الذي يتزامن معه.
وأدت التوترات التي شهدتها القدس الشرقية في شهر رمضان العام الماضي إلى تأجيج النزاع وتسببت بتصعيد دموي مع قطاع غزة استمر 11 يوما.
وشدد بلينكين على ضرورة منع الإجراءات من جميع الأطراف التي يمكن أن تثير التوترات بما في ذلك التوسع الاستيطاني (اليهودي) في الأراضي الفلسطينية المحتلة، في تصريحات تشير إلى إدانة شخصية نادرة للجهود الإسرائيلية لتوسيع عدد المستوطنين اليهود.
وشدد وزير الخارجية على ضرورة قيام “جميع الأطراف بمنع إثارة التوترات بما في ذلك التوسع الاستيطاني الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة”.
المصدر:وكالات