أخبار العالم

الكشف عن تفاصيل مثيرة فى عملية اغتيال العالم الايراني فخرى زاده

الكشف عن تفاصيل مثيرة فى عملية اغتيال العالم الايراني فخرى زاده.

 كشفت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية، اليوم السبت، تفاصيل وصفت بـ “المثيرة” حول عملية اغتيال نسبت لجهاز الموساد ضد العالم النووي الإيراني محسن فخري زاده في نوفمبر/ تشرين ثاني من العام الماضي، جنوب طهران.

وبحسب الصحيفة – كما نقل موقع واي نت العبري عنها – فإنه تم استخدام رشاش آلي بمساعدة الذكاء الاصطناعي، إلى جانب وجود كاميرات في مكان الاغتيال زودت مركز التحكم بزاوية رؤية في كل اتجاه عن بعد عدة كيلو مترات.

ويوصف زاده حتى لحظة اغتياله بـ “أبو القنبلة” في إشارة لمحاولاته لتطوير رأس حربي نووي، كما أنه كان مطلوبًا لمدة 14 عامًا وكان يتم ملاحقته على الدوام.

وأشارت الصحيفة إلى أن فريق التحكم بالرشاش الآلي عبر الأقمار الصناعية كان يتواجد في مقر سري على بعد آلاف الأميال، وتم تجميع السلاح الآلي سرًا داخل إيران من خلال تهريب أجزائه واحدة تلو الأخرى على مدى فترة طويلة.

وقتل زاده بالرصاص وهو داخل مركبته برفقة زوجته، وكان خلفه عدة سيارات حماية أمنية وواحدة فقط أمامه، حيث ظهر اسمه في محادثات إسرائيلية – أميركية في عهد رئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود أولمرت عام 2008، وقدم حينها الأخير محادثة أمام الرئيس الأميركي آنذك جورج بوش، كان يتحدث فيها زاده مع زميل له عن مساعيه المستمرة لتطوير رأس حربي نووي. بحسب التقرير الأميركي.

ووفقًا للصحيفة ذاتها، فإن زاده لسنوات عديدة كاد أن يتعرض لمحاولات اغتيال، إحداها عام 2009 وألغيب في اللحظة الأخيرة عندما علم الموساد أن إيران علمت بخطة اغتياله، والثانية عام 2012 بعد أن أوقفت إسرائيل محاولة أخرى بسبب فتح إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما مفاوضات نووية مع إيران والتي أدت للاتفاق عام 2015، ومع ذلك بعد انسحاب خليفته دونالد ترامب من الاتفاقية عام 2018، استأنفت إسرائيل عملياتها التخريبية للبرنامج النووي الإيراني وعملت على التجهيز لاغتيال زاده.

وبحسب التقرير، فإن الاستعدادات لعملية الاعتيال بدأت بسلسلة اجتماعات في أواخر 2019 وأوائل 2020، بقيادة مسؤولين إسرائيليين على رأسهم رئيس الموساد آنذاك يوسي كوهين، ومسؤولون أميركيون بمن فيهم الرئيس ترامب نفسه ووزير خارجيته مايك بومبيو، وشخصيات أمنية أخرى.

وقال مصدر أميركي كان حاضرًا في أحد الاجتماعات للصحيفة إن الأميركيي الذين اطلعوا على خطة الاغتيال أظهروا حماستهم لها.

ونالت الخطة مزيدًا من التشجيع من حقيقة أنه بعد اغتيال قائد فيلق القدس فيلق القدس قاسم سليماني، في غارة جوية أميركية في العراق في يناير/ كانون ثاني 2020 ، لم ترد إيران بأفعال انتقامية قاسية بشكل خاص، كما كان يخشى البعض في الولايات المتحدة وإسرائيل، وفهم المخططون أنه إذا أمكن القضاء على أحد كبار القادة العسكريين في إيران دون رد فعل مضاد كبير، فمن المحتمل ألا تكون طهران مستعدة أو لن تكون مستعدة للرد بحدة.

وبحسب التقرير، فإن السبب الآخر الذي أدى إلى تسريع تنفيذ خطة الاغتيال هو التفاهم في إسرائيل بأن ترامب قد لا يفوز في الانتخابات الرئاسية، وأنه في ظل حكومة جو بايدن الديمقراطية، التي دعت إلى العودة إلى الاتفاق النووي مع إيران لاحقًاـ فإن اسرائيل لن تحصل على مظلة أميركية بعد الاغتيال.

وعلى عكس اغتيالات العلماء السابقين في إيران، والتي كانت تتم أحيانًا بمساعدة أشخاص على متن درجات نارية ويفرون من المكان، هذه المرة تم رفض مثل هذه الخطة على الفور، للفهم لدى الجهات المشرفة على العملية أن الإيرانيون تعلموا درسًا من اغتيال سليماني، ولأنهم علموا أن زاده على قائمة الاغتيالات الإسرائيلية.

وبحسب صحيفة نيويورك تايمز، فإن وحدة النخبة في الحرس الثوري هي التي أمنت العالم النووي الكبير، ورافقه رجالها في رحلاته في قوافل من أربع إلى سبع مركبات، وقاموا بتغيير مسارات تحركاتهم ومواعيد سفرهم لإحباط هجمات محتملة.

ووفقًا للتقرير، فإن الذين خططوا للعملية، فكروا أولاً في تفجير شاحنة أمام مركبة زاده، أو عبر قناصة، إلا أنه تم استبعاد ذلك لأن الموساد لديه قاعدة بأن أي خطة يجب أن تضمن سلامة منفذيها وهذا أمر ضروري، وأنه في ذات الوقت لا مفر من العملية.

وبدلًا من ذلك، قرر المخططون تطوير ما وصفته صحيفة نيويورك تايمز بـ “قناص كمبيوتر” يتم التحكم فيه عن بعد عبر الأقمار الصناعية من مركز تحكم في منشأة سرية على بعد آلاف الأميال، لكن مثل هذه الطريقة جلبت معها قائمة طويلة من التحديات.

وبحسب التقرير، فإنه تم اختيار نموذج خاص للمدفع الرشاش البلجيكي FN MAG، ووضعوا عليه آلية روبوتية معقدة، جعلته مشابهًا نسبيًا لقطعة سلاح آلي طورتها شركة تصنيع اسبانية وتسمى Sentinel 20، وتزن هذه الآلة بجميع أجهزتها المختلفة طنًا واحدًا، وتم إدخالها لإيران بعد تفكيكها إلى أكبر عدد ممكن من الأجواء الصغيرة وتم تهريبها إلى طهران، وتم إعادة تركيبها في الخفاء وتركيب الروبوت على شاحنة صغيرة من طراز إيراني محلي، وتم ربط متفجرات فيها من أجل تدميرها بعد الاغتيال، وتم وضع الرشاش بشكل مموه داخل الشاحنة بين القماش المشمع ومواد البناء، وزودت الكاميرات المثبتة في الشاحنة المشغلين عن بعد زوايا رؤية في كل الاتجاهات.

وكان يخشى المخططون أن المدفع الرشاش الذي يمكن أن يطلق 600 رصاصة في الدقيقة الواحدة أن يتسبب في اهتزازات بالشاحنة التي كان من المقرر أن تقف على جانب الطريق وتنتظر قافلة فخر زاده، ما يتسبب بتغير مسار الرصاص وبالتالي فشل القضاء على الهدف، كما أن هناك كانت مخاوف من أن أن يؤدي التأخير المتوقع في التشغيل عن بعد للروبوت من فشل العملية مع وقت وصول الصور من الكاميرات إلى المشغل عن بعد وقت قصير من التقاطها، لكن تم حل هذه المشاكل باستخدام برنامج ذكاء اصطناعي.

وبحسب التقرير، فإن العملية جرت يوم الجمعة 27 نوفمبر/ تشرين الثاني، وعند شروق الشمس وتم إبلاغ الإسرائيليين والأميركيين ببدءها بالتزامن، وتبين لاحقًا لدى جهات التحقيق الإيرانية أنه تم تعطيل الكاميرات التي تم فيها تنفيذ العملية على طريق رئيس جنوب طهران.

ووفقًا للتحقيقات، فإن زاده كان بمركبة غير مصفحة وكانت برفقته زوجته، وعارض أن يجلس في الخلف، وكانت إحدى مركبات الأمن أمامه، ومركبتان في الخلف، وعند الساعة 3:30 مساءٌ تم التأكد من بدء تحرك القافلة، وكانت المركبة الأولى تسير بشكل سريع لمنع أي حركة أمامه وللوصول إلى منزله لمتابعة الوضع الأمني، وهو خطأ زاد من تعريض سيارته للخطر، ومع اقترابه من مكان الكمين تم فتح النار عليه من المدفع بوابل من الطلقات، وتبين أن الطلقات الأولى أصابت أسفل الزجاج الأمامي لمركبته ما دفع مشغلو الروبوت لتعديل زاوية الرؤية الخاصة بهم وفتحوا النار مرة أخرى وأصابوا زاده مباشرة وخرج من المركبة بعد إصابته وبقي خلف بابها فيما استمر إطلاق النار قبل أن يتبين لاحقًا أنه أصيب بثلاث رصاصات في عموده الفقري وسقط حينها على الأرض.

ووفقًا للتحقيقات الإيرانية، فإن زوجته ركضت باتجاهه كما وصل أول حارس أمن من حراسه للمكان ولكن كان مرتبكًا قبل أن تنفجر الشاحنة لاحقًا.

وبحسب الصحيفة، فإن العملية بأكملها استغرقت أقل من دقيقة، ولم يتم إطلاق سوى 15 رصاصة من الرشاش الآلي رغم أنه يستطيع إطلاق 600 رصاصة في الدقيقة، كما أظهرت التحقيقات الإيرانية أن زوجته لم تصاب رغم أنها كانت تجلس بجانبه، وكان ذلك بفضل برامج التعرف على الوجه التي استخدمت في العملية للتعرف على زاده.

المصدر:وكالات

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى