أخبار العالم

انقلاب عسكري فى غينيا واعتقال الرئيس

انقلاب عسكري فى غينيا واعتقال الرئيس.

أعلن ضباط من القوات الخاصة الغينية الأحد، اعتقال الرئيس ألفا كوندي والسيطرة على العاصمة كوناكري وكذلك “حل” مؤسسات الدولة في انقلاب قد ينذر بانتهاء دور أحد مخضرمي السياسة الافريقية الذي بات معزولا بشكل متزايد.

لم يتم الابلاغ عن سقوط أي ضحية الاحد خلال هذه العملية رغم إطلاق النار الكثيف بالاسلحة الرشاشة الذي سمع صباحا في عاصمة هذا البلد المعتاد على المواجهات السياسية العنيفة. ويبدو أن انتهاء أكثر من عشر سنوات من نظام كوندي أثار مشاهد فرح في مختلف أحياء العاصمة.

وندد الأمين العام للامم المتحدة أنطونيو غوتيريش “بشدة” في تغريدة الأحد ب”اي استيلاء على السلطة بقوة السلاح” في غينيا. ودعا غوتيريش الى “الإفراج الفوري عن الرئيس ألفا كوندي”، موضحا أنه يراقب “من كثب” الوضع في هذا البلد.

وقال قائد القوات الخاصة اللفتانت كولونيل مامادي دومبويا وهو الى جانب الانقلابيين الذين كانوا يرتدون بزات عسكرية ويحملون السلاح، في فيديو وجه الى مراسل فرانس برس “لقد قررنا بعد القبض على الرئيس الذي بات حاليا في أيدينا، حل الدستور الساري وحل المؤسسات وقررنا أيضا حل الحكومة وإغلاق الحدود البرية والجوية”.

وبعد أن ندد ب”سوء الإدارة”، وعد ببدء “مشاورات وطنية لبدء انتقال جامع وهادىء” وذلك في نداء عبر التلفزيون الوطني الذي قطع برامجه الاعتيادية.

وبثّ الانقلابيون فيديو للرئيس كوندي مقبوضا عليه فيما رفض الفا كوندي وهو جالس على كنبة ويرتدي بنطال جينز وقميصا، الإجابة حين سئل إن كان قد تعرّض لسوء معاملة.

وقال اللفتانت كولونيل دومبويا الذي لم يكن معروفا كثيرا حتى الآن لتلفزيون فرانس-24 “نحن نسيطر على كل كوناكري ونحن مع كل قوات الدفاع والأمن لكي ننهي أخيرا الشر الغيني”.

وقالت وزارة الدفاع في بيان إنّ الحرس الرئاسي “صد المتمردين” حين حاولوا اقتحام القصر الرئاسي. لكن السلطات التي كانت قائمة حتى ذلك الحين، لزمت منذ ذلك الحين الصمت.

نزل مئات من سكان كوناكري لا سيما في الضواحي المعروفة بانها مؤيدة للمعارضة، الى الشوارع للترحيب بالعسكريين من القوات الخاصة كما أفاد مراسلو وكالة فرانس برس.

وقال احدهم رافضا الكشف عن اسمه “نحن فخورون بقواتنا الخاصة، عار الى الشرطة وعار على ميليشيا الرئيس السابق ألفا كوندي، الموت لجلادي وقتلة شبابنا”.

وقال ماديو سو وهو سائق “لم أكن لاتخيل أن ألفا كوندي سيترك السلطة في حياتي، لقد اساء الي كثيرا” مضيفا “لقد قتل خلال التظاهرات شقيقتي ماريانا، وابني اخي بيسيريو وابن عمي الفاديو ولم يحظ أي منهم بتعاطف السلطة”.

وكان يشير الى القمع الدموي لتظاهرات المعارضة والتعبئة ضد اعتماد دستور جديد في استفتاء عام 2020 والذي استخدمه كوندي للترشح والفوز بولاية ثالثة.

وأكد زعيم الانقلابيين “سنعيد صوغ دستور جديد معا، هذه المرة، كل غينيا” معربا عن أسفه “لسقوط كثير من القتلى بدون جدوى، كثير من الجرحى وكثير من الدموع”.

ولم يشأ أبرز قادة المعارضة التحدث في اتصال مع وكالة فرانس برس.

لكن الجبهة الوطنية للدفاع عن الدستور، وهي تحالف حركات سياسية وأخرى من المجتمع المدني، نظمت الاحتجاج ضد ولاية ثالثة لكوندي قالت إنها اخذت علما “باعتقال الديكتاتور” وبتصريحات العسكريين حول الدستور.

سمع صباحا إطلاق نار كثيف من أسلحة رشاشة وسط عاصمة غينيا كوناكري، في منطقة كالوم، حيث مقر الرئاسة والمؤسسات والأعمال في هذه الدولة الواقعة في غرب إفريقيا والتي تشهد أزمة اقتصادية وسياسية منذ أشهر.

وقالت إحدى قاطنات حي تومبو القريب من وسط العاصمة لوكالة فرانس برس “لقد رأيت رتلا من الآليات العسكرية على متنها جنود متحمسون يطلقون النار في الهواء ويرددون هتافات عسكرية”.

منذ أشهر، تشهد هذه الدولة الواقعة في غرب افريقيا وتعد بين الأفقر في العالم رغم مواردها المنجمية والمائية الكبرى، أزمة سياسية واقتصادية عميقة تفاقمت من جراء كوفيد-19.

تسبب ترشح كوندي لولاية ثالثة عام 2020 بتوتر استمر لاشهر وخلف عشرات القتلى في بلد معتاد على المواجهات السياسية الدامية. وتم اعتقال عشرات المعارضين قبل وبعد الانتخابات.

بدأ كوندي (83 عاما) ولايته الثالثة في كانون الأول/ديسمبر 2020 رغم طعون من منافسه الرئيسي سيلو دالين ديالو وثلاثة مرشحين آخرين نددوا “بحشو صناديق” وتجاوزات من كل الأنواع.

أصبح كوندي وهو معارض سابق تاريخيا، عام 2010 أول رئيس ينتخب ديموقراطيا في غينيا بعد عقود من أنظمة سلطوية.

ويندد مدافعون عن حقوق الإنسان بنزعة سلطوية سجلت خلال رئاسته على مر السنوات والتي أدت الى التشكيك في المكتسبات التي تحققت في بداية عهده.

وكان كوندي يفاخر بانه دفع بحقوق الانسان قدما وبالنهوض بالبلاد.

المصدر:وكالات

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى