أخبار العالم

شكوك عراقية حول الانسحاب الرسمي للقوات الامريكية من العراق

 

شكوك عراقية حول الانسحاب الرسمي للقوات الامريكية من العراق.

مع اقتراب موعد انسحاب القوات القتالية الأمريكية من العراق بحلول نهاية هذا العام إلا أن الخبراء العراقيين لايزالون يشككون في أن يكون الانسحاب الأمريكي حقيقيا من بلادهم.

واحتلت القوات الأمريكية العراق عام 2003 لكن بسبب سوء تعاملها مع العراقيين تعرضت لمقاومة شرسة كبدتها آلاف القتلى والجرحى ما اضطرها إلى عقد اتفاقية أمنية عام 2008 مع الحكومة العراقية للانسحاب من البلاد، وفعلا تم الانسحاب الأمريكي نهاية عام 2011.

وبعد ظهور تنظيم ما يسمى بالدولة الإسلامية (داعش) وسيرته في عام 2014 على أجزاء واسعة من العراق، طلبت الحكومة العراقية من الولايات المتحدة مساعدتها لدحر هذا التنظيم ما أدى إلى عودة القوات القتالية الأمريكية للعراق بعد أن شكلت واشنطن تحالفا دوليا بقيادتها لمحاربة داعش.

وفي مطلع عام 2020 نفذت القوات الأمريكية ضربة جوية قرب مطار بغداد الدولي أدت إلى مقتل الجنرال قاسم سليماني قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني وأبو مهدي المهندس نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي، ما دفع البرلمان العراقي إلى اتخاذ قرار مطلع يناير 2020 بسحب القوات الأجنبية من البلاد.

وعلى خلفية الضربة عقدت بغداد وواشنطن أربع جولات من الحوار الاستراتيجي بينهما أفضت إلى اتفاقهما على أنسحاب القوات القتالية بحلول نهاية العام الحالي وبقاء الجنود الذين يتولون تقديم الاستشارة والتدريب للقوات العراقية.

لكن اللواء تحسين الخفاجي المتحدث باسم قيادة العمليات المشتركة العراقية، قال الأربعاء الماضي “إن أغلب القوات القتالية الأمريكية خرجت من العراق ولم يبق إلا المستشارين ومن يعمل في مجال الاستخبارات أو الاستطلاع وكذلك التدريب والاستشارة”.

وأضاف أن “المتبقي من القوات الأجنبية جزء بسيط وستخرج جميعها خلال 15 يوما باستثناء من تحولت مهمتهم إلى الاستشارة وتقديم معلومات ودعم القوات الأمنية العراقية”.

وتقود الولايات المتحدة الأمريكية التحالف الدولي لمحاربة تنظيم (داعش) في العراق والذي يضم نحو 60 دولة ويتولى مهام الدعم والتدريب وتقديم المشورة للقوات العراقية في حربها ضد التنظيم المتطرف.

وفي هذا الصدد قال ناظم علي الخبير بالمنتدى العربي لوكالة أنباء (شينخوا) “لن يكون هناك انسحاب أمريكي حقيقي من العراق لا بعد 15 يوما ولا نهاية السنة الحالية، انما سيكون هناك تغيير في اسم هذه القوات فقط فبدلا من القوات القتالية سيكون اسمها قوات لتقديم الدعم والاستشارة والتدريب”.

وأكد أن الأمريكيين غير جادين في موضوع الانسحاب ولن يتركوا العراق بعد أن خسروا الكثير فيه قائلا “هدفهم هو السيطرة على منطقة الشرق الأوسط بأكملها والعراق هو أحد الدول المهمة في الشرق الأوسط لما يتمتع به من موقع متميز وثروات نفطية ومعدنية هائلة”.

وأعرب عن اعتقاده بأن عدم انسحاب القوات الأمريكية من العراق سيؤدي إلى عدم الاستقرار والتوتر ليس في العراق وحده بل في عموم منطقة الشرق الأوسط،مشيرا إلى أن بعض الفصائل المسلحة العراقية فتحت باب التطوع للانخراط في صفوفها لقتال القوات الأمريكية وحددت منتصف ليل 31 ديسمبر المقبل موعدا لقتال القوات الأمريكية، وهذا سوف يزيد من التوتر في العراق ويعرض أمنه للخطر”.

وتابع “أن واشنطن لن تتخلى عن مصالحها في العراق بعد أن دفعت ثمنا باهظا من أرواح جنودها ومليارات الدولارات في حرب احتلال العراق لذلك ستبقى هي اللاعب الرئيسي في العراق، خصوصا وأنها احتلت العراق بدون موافقة مجلس الأمن الدولي ولن تترك العراق، وسحب قواتها من العراق غير موجود على أجندتها”.

وأضاف أن ” أمريكا تبحث عن مصالحها فقط ولا تعير أي اهتمام لا للقانون الدولي ولا لمصالح شعوب الدول التي تحتلها”.

وعن طبيعة الرد العراقي في حال لم تنسحب القوات الأمريكية أجاب “هذا يتوقف على الحكومة العراقية المقبلة التي ستشكل خلال الأسابيع المقبلة، فإن كانت حكومة أغلبية وطنية ربما لا تمانع من وجود مستشارين ومدربين لتقديم المشورة والدعم والتعاون الاستخباري للقوات العراقية، أما إذا تشكلت حكومة توافقية فإن ذلك سيقود إلى انقسام سياسي لأن بعض الجهات لها علاقات تاريخية مع إيران وهؤلاء لن يقبلوا ببقاء القوات الأمريكية بالعراق لأنها تشكل تهديدا للمنطقة”.

بدوره، قال الباحث السياسي حاتم عبد أحمد لـ ((شينخوا)) لا أعتقد أنه سيكون هناك انسحاب أمريكي من العراق وإنما سيكون الانسحاب شكلي أو إعلامي وسيكون بقاء هذه القوات تحت ذرائع أخرى كاستشاريين أو مدربين أو أي صفة أخرى المهم هناك تواجد أمريكي داخل العراق.

وخلص إلى القول “أن بقاء القوات الأمريكية بالعراق سيولد حالة من الفوضى وعدم الاستقرار وذلك لوجود فصائل مسلحة ستقوم بقصف القوات الأمريكية أو التعرض لها ما سيؤدي إلى فوضى وتكون النتائج لا تحمد عقباها على الوضع الأمني العام في العراق”.
أما المحلل السياسي صباح الشيخ فقال لـ ((شينخوا)) “إن أنشطة القوات الأمريكية على الأرض وفي الجو إضافة إلى بناء أكبر سفارة أمريكية بالعالم في بغداد كلها تشير إلى عدم وجود نية للانسحاب من العراق”.

وأضاف “أن الحديث عن بقاء القوات الأمريكية لتدريب القوات العراقية كذبة كبيرة لأن التدريبات من المفترض أن تكون على أسلحة ومعدات جديدة وحديثة”.

وكثف مسلحو تنظيم (داعش) الإرهابي هجماتهم في الأشهر الماضية على قوات الأمن العراقية والمدنيين، لكنهم وجدوا أنفسهم ضعفاء أمام قدرات القوات العراقية التي اكتسبت زخما بعد انتصارات عام 2017 على التنظيم المتطرف وتعاون المدنيين معها.

وتابع الشيخ إن تنظيم (داعش) خسر حاضناته الشعبية التي كانت موجودة عام 2014 في المحافظات السنية، مؤكدا أن الشعب العراقي اليوم يدرك ويعرف أن تنظيم (داعش) هو مشروع لتفكيك وحدة بلاده وأن الإرهاب ليس له علاقة مع الأديان والأيديولوجيات.

وخلص إلى القول “أن العراقيين يدركون جيدا أن استمرار التواجد العسكري الأمريكي على الأراضي العراقية والتدخل المستمر في شؤونه الداخلية، والذي أدى إلى سنوات من الصراعات الدموية بين العراقيين منذ الغزو الامريكي عام 2003 ، لن ينتهي دون الانسحاب الكامل للقوات الاجنبية من العراق”. 

المصدر:وكالات

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى