أخبار العالم

مجلس النواب اللبناني يفشل فى انتخاب رئيس للجمهورية للمرة الثالثة

مجلس النواب اللبناني يفشل فى انتخاب رئيس للجمهورية للمرة الثالثة:

فشل مجلس النواب اللبناني، الخميس، مرة أخرى في انتخاب رئيس جديد للبلاد في ظل انقسامات عميقة تثير مخاوف من فراغ في سدة الرئاسة بعد انقضاء ولاية الرئيس ميشال عون نهاية الشهر الحالي.

فالجلسة الثالثة انعقدت ولكنها لم تكن ثابتة وتمّ التصويت خلالها خلافاً للجلسة الثانية التي لم يكتمل نصابها ولم تنعقد. وأبرز ما حملته هذه الجلسة هو تقدم المرشح ميشال معوض بعدد الأصوات من 36 صوتاً في الجلسة الأولى إلى 42 صوتاً مع تسجيل غياب نائبين كانا بصدد التصويت له، هما النائبان شوقي الدكاش وإيهاب مطر. كما تمكّن معوض من اختراق “تكتل الاعتدال الوطني” ذي الأغلبية السنية، ونال من نوابه الستة 3 أصوات. فيما “تكتل التغيير” لم يضع أي أسم هذه المرة في صندوق الاقتراع بل وضع عبارة “لبنان الجديد”، وعلم أن عدداً من المرشحين الذين يتم التداول بأسمائهم تمنوا على النواب التغييريين عدم الاقتراع لهم في هذه المرحلة، ومن بينهم وزير الخارجية السابق ناصيف حتي، الذي كان سيحلّ اسمه مكان سليم إده.

وكان رئيس مجلس النواب نبيه بري افتتح جلسة الانتخاب في حضور 119 نائباً من مختلف الكتل النيابية في غياب نائبة وحيدة هي سينتيا زرازير. وبعد تلاوة مواد الدستور المتعلقة بانتخاب رئيس للجمهورية، بدأت عملية التصويت، وسأل النائب آغوب ترزيان عن طبيعة الأيام العشرة الأخيرة من انتهاء ولاية رئيس الجمهورية واعتبار المجلس في حال انعقاد حكماً، فأكد الرئيس بري أنه سيدعو إلى جلسات انتخاب رئيس الجمهورية بشكل متتال.

وبعد عملية الاقتراع وفرز الأصوات، تبيّن أن النائب ميشال معوض نال 42 صوتاً، “لبنان الجديد” 17 صوتاً، في مقابل 55 ورقة بيضاء لنواب التيار الوطني الحر وتيار المردة والثنائي الشيعي، وصوت لميلاد ابو ملهب، وتم إلغاء 4 اوراق كُتب على إحداها “سيادي إصلاحي إنقاذي” وضعها النائب التغييري ميشال الدويهي، وعلى أخرى “لا أحد” وضعها أسامة سعد تعبيراً عن رفضه واستيائه من واقع البلد، وورقة “ديكتاتور عادل” وضعها جميل السيّد، وأخيرة “لأجل لبنان” كتبها عبد الكريم كبارة.

وقبل أن تنطلق الدورة الثانية من الاقتراع، بدأ عدد من النواب بالخروج من القاعة بينهم نواب من “حركة أمل” وحزب الله والتيار الوطني الحر والمردة، ما أدى إلى فقدان النصاب. وطلب الرئيس بري تعداد النواب، فكان عدد الحاضرين 77، فختم الرئيس بري الجلسة ودعا إلى عقد جلسة رابعة يوم الإثنين 24 تشرين الأول/أكتوبر الحالي.

حنين والريحاني

وعلمت “القدس العربي” أن الجلسة الرابعة ستكون شبه حاسمة للبدء بدرس الخيارات الأخرى سواء في مقلب المعارضة أو في مقلب الموالاة. وإذا كان رئيس التيار العوني جبران باسيل أعلن صراحة رفضه خيار رئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية وتعديل الدستور لصالح انتخاب قائد الجيش العماد جوزف عون، فإن القوى الأساسية في المعارضة مازالت متمسكة بترشيح معوض وتأمل أن تنجح اتصالاته مع الكتل في تحقيق مزيد من الاختراقات والأصوات وإلا يصير الاتفاق معه على التفكير بأسماء أخرى تستطيع استقطاب الدعم من كتل جديدة غير القوات اللبنانية والحزب التقدمي الاشتراكي وحزب الكتائب و”حركة تجدد” ويتم خوض الانتخابات الرئاسية من خلال هذه الأسماء. ويبرز في هذا الإطار اسمان هما النائب السابق صلاح حنين، والمرشحة مي الريحاني التي تستمر في إجراء الاتصالات مع مختلف المكوّنات السياسية ولم تستثن حزب الله بل أجرت حواراً مع أحد أعضاء “كتلة الوفاء للمقاومة”، الذي انتدبه الحزب للاجتماع بها والاطلاع على مشروعها ورؤيتها السياسية.

معوّض: لا أخجل بترشيحي

وفي المواقف بعد الجلسة، أكد المرشح ميشال معوض أنه “لا ينتظر التسويات والمساومات”. وقال “الكلام عن حرق اسمي غير صحيح على الرغم من كل الحملات التي أتعرض لها “يوم حرقوني ويوم اشتروني ويوم باعوني”، إلا أنني المرشح الجدي الوحيد وأعلن ترشحي بشكل واضح وكتلتي لا تخجل بترشحي، وبالرغم من محاولات القصف، تبيّن أن الترشيح الجدي الوحيد الموجود هو ترشيحي”.

ورأى معوض “أن هناك فريقاً جدّياً لانتخاب رئيس للجمهورية وفريقاً آخر يحضر إلى مجلس النواب ليس لانتخاب رئيس بل ليظهر بصورة غير المعطّل”، معتبراً “أننا حققنا تقدماً نوعياً وانتقلت من 36 إلى 42 صوتاً في غياب نائبين هما شوقي الدكاش وايهاب مطر كانا سيصوتان لصالحي”، مشدداً على “ضرورة توحيد المعارضة والسماح بخلق وفاق وطني حقيقي”. وأشار إلى أن “لبنان بحال من الانهيار ويحتاج إلى وقف التكاذب ويريد الوفاق الحقيقي على أسس إعادة ربطه بالعالم والعالم العربي والقبول بالحياد الإيجابي وعودة الجميع إلى الدولة وسيادتها”. وأضاف “إذا أصرينا على رئيس بأكثرية الثلثين فهذا يعني أننا نريد رئيساً خاضعاً لا رأي له بشيء وهذا معناه استمرار انهيار الليرة أما الأمور الباقية كتعديل جملة على قانون وغيرها ستبقى أموراً استعراضية”. وختم ميشال معوض مخاطباً بعض القوى المعارضة “بعض التبريرات التي قُدّمت فيها الكثير من الازدواجية وليس هكذا نقوم بالتغيير بل نبدأ بتوحيد المعارضة”.

عدوان: 22 نائباً ضائعون

وانتقد نائب رئيس حزب القوات اللبنانية النائب جورج عدوان كيف “أن 56 نائبا لم يتمكنوا من الاتفاق على اسم مرشح وليست لديهم الجرأة للانتقال إلى الدورة الثانية لخوض انتخابات رئاسة الجمهورية”. ورأى “أن المرشح ميشال معوّض يُراكم الأصوات، كما تبيّن أن 22 نائباً “ضايعين وفي حيرة من أمرهم”. ووضع عدوان “الأرقام التي انتجتها جلسة اليوم برسم الرأي العام اللبناني للتأكيد على أنه من الممكن انتخاب رئيس صنع في لبنان، وكذلك برسم من انتخبوا التغييريين ليطلبوا منهم حسم خيارهم وانتخاب رئيس”، مضيفاً في رد على سؤال عن سبب عدم التحاور مع الآخرين “ندور في حلقة مفرغة منذ عام 2005 حول سلاح حزب الله وعندما يقول إنه تحت سقف القانون والدستور نجلس على الطاولة لنُحاور”.

واتهم عدوان الـ22 نائباً بأنهم “هم من يُعطلون التغيير”، وقال “رسالتي إليهم أن يحسموا خيارهم قبل يوم الإثنين والإنسان الديمقراطي عليه أن يقبل بالخيارات المطروحة. هناك مرّشح حصل على 44 صوتًا وعليكم دعمه، والحوار يجب أن يكون تحت سقف القانون والدستور وهذه المرة في لبنان وليس خارجه وبعد انتخاب رئيس للجمهورية”.

وأوضح أمين سر “اللقاء الديموقراطي” النائب هادي أبو الحسن “أن لدينا مُرشّحاً واضحاً يحمل مشروعاً وملتزماً بالطائف وعودة علاقات لبنان إلى سابق عهدها مع المحيط العربي، وجدّياً بطرح أفكاره علناً، وفي المقلب الآخر توجد أسماء مخفية”. وقال “هناك 60% من المعارضة باتجاه واحد، فلماذا تفويت هذه الفرصة وتعملون بعكس قناعة الناس وتعطون فرصة للفراغ مجدداً؟”، مؤكداً “أننا مستمرون مع النائب معوض ومعه نتخذ كل قرار يلزم ونتشاور بكل المراحل”. وأشار إلى أننا “نرى انسداداً في الأفق نتيجة قلّة الخبرة والتخبط في بعض مكوّنات المعارضة المُبعثرة، وبهذه الطريقة لن نستطيع التغيير، إذ إنَّ هذا يعتبر إمعاناً بالخطأ علماً أنَّ هناك فريقاً آخر ملتزم بالورقة البيضاء كأسلوب تعطيلي”.

حزب الله: أوسع تفاهم

استغربت النائبة بولا يعقوبيان باسم نواب التغيير من يوجّه لهم الانتقادات ويحمّلهم مسؤولية عدم توحّد المعارضة. فيما نائب حزب الله حسن فضل الله، قال: “ليس من سياستنا مقاطعة المجلس النيابي، نحن حاضرون دائماً ودستورنا واضح أي مرشح لرئاسة الجمهورية يحتاج إلى نصاب الـ86 نائباً ما يعني تأمين أوسع تفاهم بين اللبنانيين، وجميعنا ملزمون بإمكانية التوافق وهناك مساحة للتلاقي على رئيس ومن حق أي “كتلة” ان تصوت في الطريقة التي تراها مناسبة وحتى الآن لا يوجد توافق ودعوتنا إلى التوافق وعدم التوافق يوصل إلى الفراغ. كما أننا لسنا مع رئيس استفزازي وتحد ونريد رئيساً تتفاهم عليه الكتل النيابية”.

من جهته، أشار النائب طوني فرنجية إلى “أن “المرشح معوض ابن مدينة زغرتا لكن بالنسبة لي لا يمكن دعم او انتخاب أي مرشح صدامي لا يمكنه التواصل مع مختلف الأفرقاء في لبنان”، وقال “بتصوّري، يأتي ترشيح معوض تحت شعار المواجهة، في حين أن البلاد في أمسّ الحاجة إلى التواصل والحوار والانفتاح، والمواجهة برأيي لن تؤدي إلا إلى الفراغ”، موضحاً أنه “حتى الساعة لا يمكن الحديث عن ترشح رسمي لسليمان فرنجيه، إذ إن الشروط التي تمكّنه من الوصول إلى بعبدا لم تتوفر بعد، وهو لن يخوض أي معركة إلا بطريقة جدية جداً”.

المصدر:وكالات

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى