
بول بيا (Paul Biya) يُعتبر من أقدم الرؤساء في العالم الذين ما زالوا في الحكم، وهو شخصية محورية في التاريخ السياسي المعاصر لإفريقيا. فمن هو بول بيا؟ وما أبرز محطات حياته السياسية؟ ولماذا يثير كل هذا الجدل في الداخل الكاميروني وعلى الساحة الدولية؟
النشأة والتعليم
ولد بول بيا في 13 فبراير 1933 في بلدة مفوندي الواقعة جنوب الكاميرون، وتلقى تعليمه في مدارس كاثوليكية قبل أن ينتقل إلى فرنسا لاستكمال دراسته الجامعية. حصل على شهادة في القانون والعلوم السياسية من جامعة باريس، مما أهّله لاحقًا لشغل مناصب حكومية رفيعة في بلاده.
بداية الحياة السياسية
عاد بول بيا إلى الكاميرون بعد الاستقلال، وبدأ مسيرته السياسية في الستينات، حيث شغل مناصب حكومية متعددة، منها:
-
مدير مكتب رئاسة الجمهورية
-
وزير الدولة
-
رئيس الوزراء في عام 1975
وكان يُعتبر من أبرز المقربين من الرئيس الأول للكاميرون، أحمدو أهيدجو.
توليه الحكم
في 6 نوفمبر 1982، تولى بول بيا منصب رئيس جمهورية الكاميرون خلفًا لأحمدو أهيدجو، ليبدأ واحدة من أطول فترات الحكم لرئيس في التاريخ الحديث.
وقد أُعيد انتخابه عدة مرات منذ ذلك الحين، في انتخابات طالما أثارت الجدل بشأن شفافيتها ونزاهتها.
حكم بول بيا: الاستقرار والانتقادات
يُنظر إلى بول بيا على أنه ساهم في استقرار سياسي نسبي للكاميرون، لكنه واجه انتقادات حادة من المعارضة والمنظمات الحقوقية بسبب:
-
طول فترة بقائه في الحكم
-
تقييد الحريات السياسية والإعلامية
-
قمع المعارضة
-
تفاقم الأزمة في المناطق الناطقة بالإنجليزية
كما يواجه انتقادات لكونه يُدير البلاد من الخارج في فترات طويلة، حيث يقضي وقتًا كبيرًا خارج البلاد، لا سيما في سويسرا.
الأزمات التي واجهها
-
الأزمة الانفصالية في المناطق الجنوبية الغربية والشمالية الغربية (المناطق الناطقة بالإنجليزية)
-
هجمات جماعة بوكو حرام شمال الكاميرون
-
التحديات الاقتصادية وارتفاع معدلات الفقر والبطالة
رغم هذه التحديات، ما زال بول بيا يُمسك بزمام السلطة عبر حزب “التجمع الديمقراطي الشعبي الكاميروني”.
حياته الشخصية
بول بيا متزوج من شانتال بيا منذ عام 1994، وهي سيدة أولى معروفة بنشاطها الاجتماعي وأسلوبها المميز في الظهور الإعلامي.
ويعيش مع عائلته في القصر الرئاسي في ياوندي، رغم تنقله المتكرر خارج البلاد.