
في مشهد سياسي دولي بالغ التعقيد، عاد الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب إلى واجهة الأحداث من بوابة “خطة لإنهاء الحرب”، في إشارة إلى الحرب الإسرائيلية على غزة.
لكن خلف العبارات الرنانة والمواقف الدعائية، تُطرح تساؤلات جوهرية:
هل تمثل هذه الخطة مبادرة حقيقية للسلام؟ أم أنها خديعة سياسية جديدة تهدف لخدمة المصالح الإسرائيلية وعودة ترامب إلى السلطة عبر ملف الشرق الأوسط؟
في هذا المقال من ثمار برس، نقدم تحليلًا معمقًا للخطة المعلنة، ونكشف خلفياتها السياسية والإعلامية، مع تسليط الضوء على مدى واقعيتها وتأثيرها على المشهد الفلسطيني.
تفاصيل “خطة ترامب”
بحسب ما تم تسريبه من أوساط مقربة من ترامب، تتضمن الخطة البنود التالية:
-
وقف إطلاق نار مشروط بين إسرائيل والمقاومة الفلسطينية.
-
نزع سلاح الفصائل في غزة ضمن إطار اتفاق دولي.
-
فرض رقابة دولية على إعادة الإعمار تحت إشراف أميركي – إسرائيلي.
-
تطبيع موسع بين دول عربية جديدة وإسرائيل كمقابل سياسي.
-
وعود “غامضة” بـتحسين الوضع الإنساني مقابل التهدئة.
أهداف خفية خلف المبادرة
لا تبدو “خطة ترامب” بريئة، بل تحمل في طياتها أهدافًا سياسية واضحة:
-
تعزيز موقع إسرائيل كطرف “منتصر” دون أن تخوض مواجهة مباشرة على الأرض.
-
محاولة كسب تأييد الداخل الأميركي المحافظ تمهيدًا للانتخابات الرئاسية 2026.
-
إعادة إحياء صفقة القرن تحت غطاء جديد.
-
توريط الدول العربية في مشاريع تطبيع جديدة بدعوى “إعادة إعمار غزة”.
ما موقف الفلسطينيين؟
-
الفصائل الفلسطينية رفضت أي مبادرة لا تضمن وقف العدوان ورفع الحصار كاملًا.
-
الشارع الفلسطيني يعتبر الخطة غطاءً سياسيًا لمواصلة الاحتلال تحت اسم “السلام”.
-
السلطة الفلسطينية لم تصدر موقفًا رسميًا، لكن هناك تحفظات غير معلنة.
تحليل سياسي: لماذا هي خديعة؟
-
تُطرح الخطة كـ”حل سحري”، لكنها لا تعالج جذور الصراع، مثل الاحتلال والاستيطان.
-
تتجاهل الحق الفلسطيني في تقرير المصير، وتتعامل مع غزة كـ”ملف أمني فقط”.
-
تستخدم لغة “السلام الاقتصادي” بدل الحقوق، وهي سياسة أميركية قديمة أعيد تدويرها.
الرابحون والخاسرون من الخطة
الرابحون المحتملون | الخاسرون الواضحون |
---|---|
إسرائيل | الفلسطينيون في غزة والضفة |
ترامب انتخابيًا | مشروع الدولة الفلسطينية |
شركات الإعمار الغربية | أي محاولة مقاومة للهيمنة |
خلاصة:
خطة ترامب لإنهاء الحرب ليست سوى عنوان دعائي لصفقة سياسية منحازة، تسعى لتلميع صورة الاحتلال الإسرائيلي وتقديمه كمنتصر دبلوماسي.
لكنها في الواقع لا تملك أدنى مقومات السلام العادل، وتتناقض مع تطلعات الفلسطينيين ومطالبهم المشروعة.المجتمع الدولي مطالب بعدم الوقوع في فخ “السلام المزيف”، والضغط من أجل حلول عادلة ترتكز على الحقوق لا على الصفقات.