أخبار العالم

العملية الأكثر جرأة في تاريخ “الموساد”.. كيف سرق الإسرائيليون الأرشيف النووي الإيراني؟

كشف المدير السابق لجهاز الاستخبارات الإسرائيلي (الموساد)، يوسي كوهين، في كتابه الجديد “سيف الحرية: إسرائيل الموساد والحرب السرية”، تفاصيل سرقة الأرشيف النووي الإيراني واغتيال العالم النووي البارز محسن فخري زاده. ويعرض الكتاب، الصادر بالنسخة العبرية تحت عنوان “بالأحابيل تصنع لك حرباً”، مراحل التخطيط والتنفيذ للعملية التي وصفها كوهين بأنها أهم إنجازات قيادته للموساد، والتي تبرز مهاراته في إدارة عمليات استخباراتية عالية التعقيد والخطورة.

يقول كوهين إن قرار سرقة الأرشيف اتُخذ عام 2016 بعد نحو عشر سنوات من النشاط الاستخباراتي في إيران، إذ نجح فريق الموساد، المؤلف من رجال ونساء، في اختراق منظومة الحكم الإيرانية عبر تجنيد عملاء محليين داخل طهران. ويؤكد أن نجاح العملية لم يكن ممكناً من دون العنصر البشري، رغم الاعتماد على التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، إذ تمكنوا من زرع عملاء في قلب المفاعل النووي في نطنز، الذي يمتد على مساحة ألف دونم وعمق ثمانية أمتار تحت الأرض.

ويشير كوهين إلى أن تجنيد العملاء بدأ باسم مستعار لبناني “أوسكار”، حيث تم استمالة مساعد للعالم فخري زاده، أطلق عليه اسم “فريد”، الذي سرّب معلومات حول أجهزة الطرد المركزي لتخصيب اليورانيوم، مؤكداً أن الخبرة الأساسية في المشروع النووي جاءت من باكستان وليس كوريا الشمالية كما كان يعتقد الغرب.

وتفاصيل اغتيال فخري زاده، وفق كوهين، استغرق إعدادها شهوراً، تضمنت إدخال أسلحة أوتوماتيكية مزودة بالذكاء الاصطناعي، وزنها طن واحد، وتم تهريبها قطعة قطعة قبل إعادة تركيبها. وعند تنفيذ العملية في سيارة العالم النووي، أُصيب فخري زاده بجروح قاتلة، فيما لم تُصب زوجته بأذى، وشهد الإسرائيليون العملية مباشرة عبر بث حي من تل أبيب.

أما سرقة الأرشيف النووي، فتمت في يناير 2017 بعد أن اكتشف الموساد نقل الوثائق إلى مبنى آخر في حي شهرباد بطهران، ما استلزم إعادة رسم الخطة وإقامة قاعدة مراقبة جديدة. واستطاع الفريق اختلاس 55 ألف وثيقة و183 أسطوانة ضمت 52 ألف وثيقة إضافية، تضم براهين على أن إيران خططت لمشروع تسلح نووي كامل، بما في ذلك تصنيع رؤوس نووية للصواريخ.

ويصف كوهين رد فعل السلطات الإيرانية بالهستيري، إذ نشرت عشرات الآلاف من عناصر الشرطة والمخابرات والحرس الثوري، وأغلقت الطرق والحركة الجوية بحثاً عن عملاء الموساد الذين اختفوا بسرعة بعد تنفيذ العملية، بعضها في شقق معدة مسبقاً وبعضهم غادر البلاد.

وأكد كوهين أن العملية أُبلغ بها مباشرة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي نقلها بدوره للرئيس الأميركي دونالد ترمب، ما أدى لاحقاً إلى إلغاء الاتفاق النووي الإيراني وإصدار نتنياهو بياناً صحفياً بعنوان: “إيران تكذب”، موضحاً اكتشافات الأرشيف ومضامينه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
انضم إلى قناتنا على تيليغرام Telegram