
في واحدة من أغرب وأبشع القضايا الجنائية في المملكة العربية السعودية، تصدّرت مريم محمد المتعب، المعروفة بـ “خاطفة الدمام“، عناوين الصحف والمنصات الإعلامية، بعد الكشف عن سلسلة من جرائم اختطاف الأطفال استمرت لأكثر من عشرين عامًا دون أن تنكشف. القصة التي تبدو وكأنها مقتبسة من فيلم درامي، أثارت مشاعر الغضب والذهول في الشارع السعودي، وتحولت إلى قضية رأي عام.
بداية القصة:
بدأت تفاصيل قضية “خاطفة الدمام” تتكشف عندما تقدمت إحدى السيدات ببلاغ رسمي حول شكوك في نسب أحد الأبناء لديها. بعد التحقيقات والتحاليل الجينية، تبيّن أن الطفل ليس ابنها الحقيقي، مما فتح الباب أمام تحقيقات موسعة كشفت الستار عن جرائم مريم محمد المتعب، التي كانت قد اختطفت عدة أطفال من مستشفيات مختلفة في مناطق الدمام والخبر منذ تسعينات القرن الماضي.
أسلوب الاختطاف:
اعتمدت مريم على انتحال صفة ممرضة داخل المستشفيات الحكومية، حيث كانت تدخل غرف الولادة أو الحضانة وتستغل لحظات انشغال الأمهات أو التمريض، لتقوم بسرقة الأطفال حديثي الولادة. هذه الجرائم كانت تتم بهدوء وذكاء لدرجة أن بعض الحالات لم تُكتشف إلا بعد سنوات طويلة.
الضحايا:
كشفت التحقيقات أن بعض الأطفال الذين اختطفتهم مريم قد كبروا معها معتقدين أنها والدتهم الحقيقية، بينما كانت تُربّيهم بمعزل عن العالم الخارجي وتمنعهم من التواصل مع الآخرين أو استخراج أوراق رسمية تثبت هوياتهم.
التحقيقات والمحاكمة:
بعد جمع الأدلة وتحليل الحمض النووي، أُلقي القبض على مريم محمد المتعب، وبدأت محاكمتها بتهم متعددة، من بينها اختطاف الأطفال، التزوير، وانتحال الشخصية. القضية لاقت متابعة واسعة من الرأي العام، وتم إصدار حكم بالإعدام عليها لاحقًا نتيجة فظاعة الجرائم المرتكبة.
ردود فعل المجتمع:
أثارت القضية ضجة كبيرة على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث عبّر المواطنون عن صدمتهم من حجم الجريمة ودهاء المجرمة في إخفاء جرائمها لسنوات. كما سلطت الضوء على أهمية تطوير الإجراءات الأمنية داخل المستشفيات وتعزيز أنظمة الرقابة.
خاتمة:
قضية خاطفة الدمام ستظل من أبرز القضايا الجنائية في تاريخ السعودية الحديث، لما تحمله من عبر ودروس حول كيفية تطور الجريمة والذكاء الإجرامي، وأهمية دور الدولة في كشف الحقيقة مهما طال الزمن.