أخبار العالم

النزاع فى اوكرانيا يتصاعد بعد استهداف محطة نووية

النزاع فى اوكرانيا يتصاعد بعد استهداف محطة نووية.

أثار الهجوم في أوكرانيا على أكبر محطة نووية في أوروبا خشية من وقوع كارثة، وتلته إدانات دولية كثيفة لموسكو فيما تحدثت واشنطن عن “تهديد لأوروبا والعالم”.

وقال الرئيس الأوكراني فولودومير زيلينسكي “عشنا ليلة كانت لتقضي على تاريخ أوكرانيا وتاريخ أوروبا”.

وأكد أن انفجارا في محطة زابوريجيا النووية لو وقع، كان ليعادل “تشرنوبيل ست مرات” في إشارة إلى المحطة الأوكرانية التي شهدت أسوأ حادث نووي في التاريخ العام 1986.

وتواصلت ضغوط الجيش الروسي على المدن الرئيسية في البلاد.

واحتلت القوات الروسية الجمعة المحطة حيث أدى قصف مدفعي روسي بحسب الأوكرانيين إلى نشوب حريق تؤكد موسكو أنها غير مسؤولة عنه.

ويبدو أن المفاعلات الستة في محطة زابوريجيا التي توفر التيار الكهربائي لأربعة ملايين منزل، لم تتضرر جراء الحريق الذي شب في منشأة مخصصة للتدريب. ولم تسجل أجهز الرصد أي ارتفاع في الإشعاعات.

وأكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية المعلومة مشيرة إلى عدم تضرر أي تجهيزات رئيسية.

إلا ان الهجوم أسفر عن مقتل ثلاثة جنود اوكرانيين وفق شركة “إنيرغواتوم” المشغلة للمنشآت النووية في كييف.

وأثار الحادث ارتفاعا في منسوب القلق في الدول الغربية من نزاع بات يشمل أوكرانيا برمتها مع ازدياد عدد المدن التي تتعرض للقصف في اليوم التاسع من الغزو الروسي.

وقال رافاييل غروسي المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية “إنها المرة الأولى التي يحصل فيها نزاع عسكري في دولة تتمتع ببرنامج نووي واسع”.

وقالت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة ليندا توماس-غرينفيلد إن ذلك “يشكل تهديدا كبيرا لأوروبا برمتها وللعالم”.

واعتبرت الولايات المتحدة أن هذا الهجوم قد يرقى إلى “جريمة حرب”.

وأوردت السفارة الأميركية في كييف في تغريدة أن “مهاجمة محطة نووية جريمة حرب”، إلا ان وزارة الخارجية اعتمدت موقفا أكثر حذرا عندما سألتها وكالة فرانس برس أن كانت تتهم موسكو صراحة بارتكاب جريمة حرب.

وقال ناطق باسم الخارجية “استهداف مدنيين ومنشآت مدنية من بينها محطات نووية، عمدا يشكل جريمة حرب وندرس ظروف هذه العملية”.

في موسكو، قال الناطق باسم وزارة الدفاع الروسية إيغور كوناشينكوف إن الهجوم على المحطة نفذته “مجموعات تخريب أوكرانية بمشاركة مرتزقة أجانب”.

وأضاف “هذا يظهر مخططات نظام كييف الإجرامية” مضيفا أن القوات الورسية تسيطر على المحطة التي تعمل بشكل طبيعي.

وأكد السفير الروسي لدى الأمم المتحدة خلال اجتماع مجلس الأمن أن روسيا لم تهاجم الموقع النووي الأوكراني مشددا على أنها “كذبة”.

إلا ان وزراء خارجية مجموعة السبع أعلنوا في بيان مشترك نيتهم فرض “عقوبات صارمة جديدة ردا على العدوان الروسي”.

وفي بروكسل، أكدت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين أن الاتحاد الأوروبي مستعدٌ لفرض “عقوبات جديدة صارمة إذا لم يوقف بوتين الحرب التي بدأها”.

وأكد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) ينس ستولتنبرغ أن الحلف لن يقيم منطقة حظر جوي فوق أوكرانيا، بعدما طلبت كييف المساعدة لوقف القصف الروسي مشددا على ضرورة “إنهاء” النزاع.

تقع مدينة زابوريجيا على نهر دنيبر على بعد نحو 550 كيلومترًا جنوب شرق كييف. وتبلغ الطاقة الإجمالية لمحطتها النووية حوالى ستة آلاف ميغاوات وهو ما يكفي لتزويد حوالي أربعة ملايين منزل بالكهرباء. وقد تم تدشينها في 1985 عندما كانت أوكرانيا لا تزال جزءًا من الاتحاد السوفياتي.

وفي 24 شباط/فبراير، اندلع القتال بالقرب من محطة الطاقة السابقة في تشيرنوبيل، على بعد نحو مئة كيلومتر شمال كييف وهي الآن بأيدي القوات الروسية.

واستمرت الضغوط على الأرض في مناطق أوكرانية أخرى.

وتواصل القتال في تشيرنيغيف شمال كييف حيث اتهمت أوكرانيا موسكو بقصف منطقة سكنية ومدارس الخميس ما أسفر عن سقوط 47 قتيلا بحسب حصيلة جديدة.

وسمع تبادل للقصف في بوتشا شمال غرب العاصمة حيث انتشرت مدرعات روسية. وإلى الشرق ارتفعت سحب من الدخان من مستودعات تعرضت للقصف على ما أفاد مصورو وكالة فرانس برس.

وذكرت السلطات المحلية أن الوضع أصبح “جحيما” في أوختيركا و”حرجا” في سومي وهما بلدتان تبعدان 350 كيلومترا إلى الشرق من كييف.

أما في مدينة ماريوبول الساحلية الاستراتيجية الواقعة في جنوب شرق أوكرانيا، فاتهم رئيس البلدية الخميس القوات الروسية بالعمل من أجل فرض “حصار”، فيما الوضع الإنساني فيها “مريع” بعد 40 ساعة من القصف المتواصل شمل مدارس ومستشفيات على ما أفاد نائب رئيس البلدية سيرغي اورلوف هيئة “بي بي سي”.

وواجهت موسكو انتكاسة دبلوماسية جديدة مع التصويت صباح الجمعة في مجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان بغالبية ساحقة، على قرار ينص على تشكيل لجنة تحقيق دولية في انتهاكات حقوق الإنسان والقانون الإنساني في أوكرانيا.

وفي خاركيف ثاني مدن اوكرانيا الواقعة على بعد 50 كيلومترا من الحدود الروسية (شمال شرق) استعملت القوات الروسية ذخائر عنقودية يشكل استخدامها جريمة حرب “في ثلاثة أحياء سكنية على الأقل” في 28 شباط/فبراير على ما افادت منظمة “هويمن رايتس ووتش”.

من جهته، اتهم وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا الجمعة جنودا روسا بـ “اغتصاب نساء في المدن الأوكرانية المحتلة”، داعيا إلى تشكيل محكمة جنائية خاصة لمحاكمة “جريمة العدوان” التي ارتكبها بوتين.

في المقابل قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الجمعة في اتصال مع المستشار الألماني أولاف شولتس إن القوات الروسية لا تقصف المدن الأوكرانية معتبرا الاتهامات بهذا الخصوص “مفبركة”.

وأوضح الكرملين في بيان أن بوتين قال إن التقارير عن “غارات جوية متواصلة على كييف ومدن كبيرة أخرى هي أنباء كاذبة تصب في إطار الدعاية”.

ومن هذه المطالب اعتماد أوكرانيا الحياد وتخليها عن النووي و”اجتثاث النازية” منها والاعتراف بضم روسيا لشبه جزيرة القرم و”بسيادة” المناطق الانفصالية في شرق أوكرانيا.

من جهتها، سلمت الولايات المتحدة أوكرانيا إلى اليوم أكثر من ثلثّي الأسلحة التي وعدتها بها في نهاية شباط/فبراير الفائت، على ما أعلنت مسؤولة في وزارة الدفاع الأميركية اعتبرت أن كييف تستخدم هذا العتاد “بفاعلية” في إبطاء تقدّم القوات الروسية.

في روسيا، شدد الكرملين الإجراءات بهدف اسكات كل الأصوات المعارضة لغزوه أوكرانيا.

المصدر:وكالات

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى